رأي
"أنتم حثالة المجتمع"، بهذه العبارات دونَ أحد المتابعين لمباراة كرة القدم، في نصف نهائي دور ابطال اوروبا، بين "ريال مدريد ومستضيفه مانشستر سيتي"، المباراة التي شهدت تفوق "الستي" بأربعة اهداف، وتعالت فيها أصوات "الكراهية" بين الأطراف.
الصراع الذي كنا نشهده عند انتهاء صافرة المباراة او محيط الملاعب، تحول مع ظهور وسائل الاعلام الجديد الى "فوضى في الالفاظ"، بين الأطراف، ولعل المتابع للأمر، يجد الامر واضحاً، فالتهديد والوعيد والانتقاص وكل اشكال "خطاب الكراهية" نجدها داخل البلد الواحد، بل حتى "البيت الواحد"، والامر قد يصل احياناً الى "التهديد"
علم النفس الذي أورد لنا سببين من أسباب التعصب، أولها "الأسباب الشخصية، المتعلقة، "بالإحباط والعدوان"، وثانيها ما يتعلق بــ"الحاجات الفردية للأمن والأمان"، والمتعلقة بانتماء الافراد لجهة معينة فيتعصب لها.
وإذا ما تمعنا في الشق الثاني "الانتماء"، والتعصب للانتماء، نجدها حاضرة في كافة المجالات عبر وسائل الاعلام الجديد، أي صورة واي عنوان، نجد فيها تراشق الاتهامات "والسب والقذف"، للآخرين لمجرد اعتبار المستخدمين انهم "الأفضل" وان الاخرين "كائنات منبوذة"، الامر الذي نجده في اغلب المنشورات، بل نجد ان بعض وسائل التواصل الاجتماعي تعمل على "اذكاء" هذه الصراعات، من خلال التركيز على "تعليقات، او "منشورات"، تعرف انها تخلق نوع من الصراع بين المشتركين.
صراع قد يكون في بعض فتراته "دينياً"، من هم الفرقة الناجية ومن اهم على "الحق"، يصل أحيانا، الى الصاق "تهماً"، لم يسمع عنها أبناء الدين، الذين تطلق عليهم تلك الاتهامات، ليجدوا أنفسهم "متهمين" بالفطرة، لمجرد انتماءهم لمذهب او فرقة او دين، الطريف والمبكي في الامر، ان من يطلق تلك الاتهامات احياناً، يكون قد "ورثها"، من الاخرين او سمع عنها، ولا يعرف لماذا يتلفظ بها، او كيف تخلق "انا" و "انتم".
حاولت بعض منصات الاعلام الجديد ان "تحظر" خطاب الكراهية في الفترات الأخيرة، الا انها تعجز ربما على ان تحقق الهدف المنشود، لان التحايل الذي يمارسه البشر أحيانا، في صياغة العبارات، يمر مرور الكرام على "خوارزميات" هذه المواقع، فيما يختفي الذين يستخدمون تلك العبارات أحيانا، وراء "صفحات" وأسماء "مستعارة"، للحيلولة دون الكشف عنهم.