رأي

قصيدة الكعدية التي أرعبت صدام ولم تندثر

قصيدة الكعدية التي أرعبت صدام ولم تندثر

سيف الكرعاوي

اعتاد الناس مع بداية شهر محرم الحرام على التواجد في المجالس الحسينية لاحياء ذكرى شهادة الامام الحسين وثلة من أصحابه واهل بيته في كربلاء المقدسة على يد جيش يزيد بن معاوية في معركة الطف.

 

وتختلف العادات والتقاليد المتبعة في احياء هذه المجالس بين (اللطم) و(الزنجيل) و(التطبير)، كما هو الفرق في طريقة التعبير عن المصيبة باختلاف المناطق او ربما داخل المنطقة الواحدة.

 

مما يميز مدينة النجف الاشرف التي يرقد فيها الامام علي عليه السلام (منبع التشيع) هو القصيدة الحسينية، ويميل الناس في هذه المنطقة الى (الرادود) أو (الملة) الذي يشبع الكلمات بصوته ويكون أكثر (اتزانا) على المنبر، ويتذوق الجمهور في هذه المدينة الكلمات بشكل مختلف، فتجدهم يزدحمون في مجالس دون أخرى رغم ان المجالس لا تخلو من المعزين.

 

اللغة السياسية حاضرة في هذه المجالس وربما يسأل سائل لماذا يتحدث الناس عن السياسة في مجالس يتذكر فيها الجمهور مصيبة حدثت منذ أكثر من 1400 سنة؟! ويتفق الناس في النجف على ان (الحسين عبرة وعبره) أي ان البكاء والعزاء لا يمكن ان يُختصر الحسين فيه، بل ان المصيبة يجب ان تبث في الناس الأهداف المنشودة التي أراد الحسين ان يحققها من ثورته على يزيد الحاكم الظالم، الذي استنجد الناس في وقتها بالحسين من اجل انقاذهم.

 

في قصيدة (الكعدة) او (الكعدية) وهي واحد من الأساليب التي تمتاز بها مدينة النجف الاشرف يتحدث الشاعر (صباح امين) بصوت الملة (ماهر الشبلي) عن الواقع الذي يمر به العراق والصراع (الشيعي- الشيعي) في الحكم والعبارات التي ترددها بعض الأحزاب بعد عام 2003:

مو مهم تعليم فاشل

مو مهم كل شاب عاطل

مو مهم مستشفى مسلخ

مو مهم فوضى مزابل

المهم لاتذم الحكومة

الحكم شيعي وانت جاهل....

 

هذه القصيدة وغيرها من القصائد خلال شهري محرم وصفر لا تخلو من النقد للواقع السياسي في العراق، لتؤكد علو كعب مدينة النجف وربما توضح لنا سبب منع النظام السابق لإقامة هذه المجالس، كونه يخشى الجمهور من التجمع او ان يعبر الناس عن اراءهم فنجد العقوبات تصل الى الإعدام او التعذيب إذا ما حضر أحدهم هذه المجالس اما مقيمها فمصيره (التيزاب).

 

 

[email protected]

 

مقالات أخرى للكاتب