ثقافة
صدرت عن منشورات المتوسط – إيطاليا، المجموعة الشعرية الأخيرة للمخرج السينمائي الإيراني الراحل عباس كيارستمي التي حملت عنوان "ريح وأوراق" ويضم 352 قصيدة هايكو، وترجمها إلى العربية المترجم محمد الأمين الكرخي وهو شاعر عراقي مقيم في هولندا، وعرضت المجموعة المترجمة مؤخرا في السويد خلال معرض مالمو للكتاب العربي.
والهايكو في الأصل هو نوع من الشعر الياباني من خلال ألفاظ بسيطة التعبير عن مشاعر جياشة أوأحاسيس عميقة.وتتألف أشعار الهايكو من بيت واحد فقط،، وانتقل هذا اللون إلى العربية ويعتبره بعض النقاد أحد فروع شعر النثر.
ومحمد الأمين الكرخي من مواليد بغداد في عام 1971، وعمل في الصحافة الأدبية منذ مطلع التسعينيات، وساهم في إصدار عدد من المجلات الثقافية مثل "الهامشيون" و"مجلة شيراز".كما أشرف على القسم العربي في قناة "zoomin.tv" الهولندية.كما صدر له: "سهراب سبهري: الأبدية في الأغصان- مختارات شعرية 2005"، فروغ فرخزاد - مختارات شعرية 2005"، و"مختارات من الشعر الفارسي المعاصر بشقيه الإيراني والأفغاني/2005". وعن منشورات المتوسط يصدر له: "أخضر أحمر - مختارات من قصائد الشاعر الإيراني صادق رحماني"، وفروغ فرخزاد - الأعمال الشعرية الكاملة وكتاب الرسائل".
وكما نعرف عباس كيارستمي (1940-2016) هو مخرج سينمائي إيراني عالمي، وشاعر وكاتب سيناريو ومنتج أفلام ومصور.عمل في مجال صناعة الأفلام منذ عام 1970 وحقق نجاحاً كبيراً ولفت انتباه النقاد لأفلامه.ونال في العام ١٩٩٧ جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عن فيلمه الشهير "طعم الكرز".وهو يُعتبر من مخرجي تيار الموجة الإيرانية الجديدة التي اتسمت بتوظيف المحادثات الشعرية، ورواية القصص التمثيلية المتعلقة بمواضيع ذات صلة بالحياة اليومية .وحرص كيارستمي دائماً على مواصلة التجريب و منها هذه المجموعة الشعرية التي هي الأخيرة في مشواره الشعري.
[caption id="attachment_40262" align="aligncenter" width="620"]
الراحل عباس كيارستمي[/caption]
ومن خلال هذا الديوان يواصل عباس كيارستمي الذي توفي في العام الماضي في باريس، ترسيخ رؤيته الشعرية عبر قصائد موجزة تذهب نحو اليومي والوجودي والطبيعة واللحظات العاطفية العميقة التي تكاد تكون توثيقاً شعرياً للّقطة السينمائية. أو مؤسّسة لها.
وعلى غرار المجموعتين السابقتين "ذئب متربّص" و"مع الريح" تمزج قصائد ديوان ريح وأوراق ما بين الهايكو الياباني والشطحات الصوفية.
وعلى شاكلة مؤلّفاته في مجال الشعر الكلاسيكي؛ قدّم مختارات للشيرازيين الكبيرين حافظ وسعدي، رسّخت مجموعته ريح وأوراق مكانته في المشهد الشعري الفارسي عن جدارة بعيداً عن شهرته الواسعة في الحقول الإبداعية الأخرى.
جاءت المجموعة بـ192 صفحة من القطع الوسط.
ومن قصائد المجموعة:
ذباب سمج
قطع مسافة قريتين
مستقلاً جرح بغل هَرِم
***
غريق
في اللحظات الأخيرة من حياته
أهدى العالم بضع فقاعات
***
شابّ أنا حين أغادر الدار في الصباح
لكنني أعود هرماً في المساء
مع حزن عمره ألف سنة
الدار
تستقبل رجلاً هرماً
كان يستيقظ مُفعماً بالحيوية
في الصباحات الباكرة.
